(EMO*BOY*SAD) مشـــــ emoo ـــــاركـــ
الجنس :
الابراج :
الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 181
نقاط : 229
السٌّمعَة : 0
تاريخ الميلاد : 01/01/2000
تاريخ التسجيل : 29/07/2010
العمر : 24
الموقع : راسلني على:EMOBOYSADLOVE@YAHOO.COM
العمل/الترفيه : الاستماع لغاني:ADAM LAMBERT
| موضوع: (روايات) الأحد أغسطس 08, 2010 8:06 pm | |
|
الحب الخالد
( الى س )
عندما يبلغُ الحبَّ
بينكما
أقصى مداهُ , على أحدكما ان
يقتلَ الآخرَ
او يموتَ
او ينتحرْ
*
بدونكِ
ضائع انا ومهمَلٌ ،
كفردةِ قفازٍ اسودَ ملقىً
على ثلجِ الرصيفِ ،
الأقدامُ تتحاشاهُ ،
ولا احدَ يريده .
*
كلهن ... هي
كلُّ النساءِ تقطّرنَ فيها ، واللهُ شاهدْ ، كتقطِّر كرومِ الارضِ في كاسِ نبيذٍ واحدْ
*
علاقات
الحبُّ والكراهيةُ , كالجَمالِ والقبْحِ ,
متنافرانِ بالطبعِ , لكنني رأيتُ الاثنينِ
خلفً شجرةٍ
يتعانقانْ .
اخبرتُ ابي , فقال حائراً :
كذلك الظلمُ والعدلُ , يتحالفانِ
في بعض الأحيان ،
لبلوغِ هدفٍ واحدْ
*
غش
هلْ غَشّنا القَمرُ
أمْ نحنُ كنا نَجهلُ
مصدرَ نورهِ الشمسْ ؟
هل غَشّنا حبيبُ الأمسْ ؟
أمْ نحن كنا نجهلُ .....
*
صيد
لاذتْ بي ، انا الحَمَلُ الوديعُ ، لبوةٌ
فصرتُ ، دونما ادري ،
صيدَها
وما ان هَمَمْتُ بالجري هارباً
وجدتُ نفسيَ محشوراً بينَ
انيابِها
*
عصفور هَرِمٌ في قفص الحب
صغيرةٌ انتِ
لا اصلُحُ رفيقَ دربٍ لكِ
لكني اعلّمكِ :
كيفَ تطيرين ، حتى وانتِ مكسورةُ الجناحِ
كيف تنفشينَ الريشَ لتغوين الذكورَ
كيف تُغرّدينَ بغَنَج
كيف تنقُرينَ مَن يحاولُ اعتلاءكِ بالإكراهِ
كيف تُنوخينَ امام الذي يُعجبك
كيف تحيكينَ ، من دِقاق العيدان ، عُشَّ الغرامِ
كيف تلقطينَ من الارض فُتاتَ الخبز
كيف تتفادينَ كمائنَ الصيادينَ
كلّ هذا تتعلمينَ معي ، ثم تنطلقينَ ...
الى الفضاء الفسيحِ ، فأرجعُ انا وحدي
الى القفصِ ، لكني سأتركُ البابَ
مفتوحاً
*
هكذا تَنطقُ فِطرة الأنثى على سريري
* تشبيهات
كالماسِ حبيبي
جميلٌ , صلبٌ , وبرّاقُ
انا المحارةُ ؛ غلافٌ حنونْ
* سِرٌ
إفتحْ شفتيَّ بفمكَ
وقبّلْ
جُرَّ شعري ، لكن برفقٍ !
إغمض عينيَّ ،
وقلْ :
- احبكِ . تصبحينَ على خيرٍ .
عندها ، يهجعُ الأحتراسْ
وتستفيقُ الحواسْ
* تردُد
مهلاَ
ارجوكَ لا تبالغْ
اجَلْ
اعرفُ انني حُلوةُ المذاق
لا ، لا ، ارجوكَ
اعرفُ
انني اذوبُ
خجلاً
لا ، اجلْ ، اجلْ
اذوبْ
في فمِ المحبوبْ
كالتشوكلاتة
مهلاً ،
م
هـ
ل
اً
* قطة
حينما ابلغُ ذروةَ الوجدِ معكَ
أَضحكُ
ثم اهذي
ثم ابكي
وقد اصرخُ
ثم انبطحُ على غيمةٍ مزَّقَتْها مخالبي ،
وأموء : مياووو !
* استياء
قَفَلَ اهلي النوافذَ كلها
لا احدَ يفتح لكَ البابْ
افتحها انت بضربة كَتفٍ
او ركلةِ قدمْ
فأنا انتظرُ الإيابْ
بمنتهى اللهفةِ والألمْ
* سُخطٌ
قِفْ . لا تمسَّني
كُنْ حذراً
مزاجي ملغومٌ هذا المساءَ
كنْ حذراً
لا اقوى اليومَ على الضحكِ
او النشوةِ
او البكاءِ
دَعني واسكتْ
* مصالحة
اتذْكُرْ حين ازعلُ ؟
اشيحُ بوجهي
رافضةً حليبَ السِّباعِ الشهيَّ
فأمصُّ - كالطفلةِ - الابهامْ
واغفو
على اراجيحِ احلامِ الغرامْ
* لِعبٌ
دغْدِغْني منَ العُنقِ
دغدغني من الإبطينِ
دغدغني من الساعدْ
دغدغني من الظهرِ
دغدغني من الردفين
دغدغني من الكفينِ والقدمين والخصرينْ
دغدغني من السُرّة
دغدغني - كما تهوى - من الشَّفتينْ
*
مريض يتذكر
لا الدّواءُ
بلْ حساءُ دجاجِ امي
كانَ يشفيني ،
أهوُ كان يشفيني ؛
ام دَفْقَةُ الحنانِ تفوحُ
مع البُخارِ
من الطبق ؟
*
نكوص
آآآه ,
ما اسعَدني حينَ
كان العالمُ اجمعُ
ثدياً وذراعينِ
وقبلاتٍ ...
*
غَيْبٌ
يُخيَّلُ إليَّ ...
ان حياتنا كسطرٍ من
نِقاطٍ في قصيدةٍ
سطرٍ كهذا .........
قد لا يعني شيئاً
قد يعني شيئاً
*
انا والوردة
الوردةُ اشجعُ مني ,
لا تهابُ الافعى .
اشجعُ من الاسدِ أنا ,
لا اهابُ قرعَ الطبول .
الوردةُ وانا صديقانِ جداً ،
لكنها لا تثقُ بي .
*
قمار
لقد افلستُ
حياتي رَمْياتُ نردٍ
مغشوشْ
اريْدُ رقمَ واحدٍ
يطلُعُ لي ستةْ
اريد اثنين
يطلُعُ ستةْ
اريد ثلاثةَ اربعةَ خمسةَ
يطلع ستة ستة ستةْ
اريد ستةَ يطلع لي واحدْ .
تُرى , من غشَّ النْردْ ؟
فهو مصنوعٌ بيدي انا
من ضِرْسِ ثعلبْ
*
نزلاء العالم
في الفندقِ
بابٌ مغلقٌ
يفصلُ
بين حجرتينِ ؛
كلٌ منهما فيها
انسانٌ يعاني
من الوَحدةْ
*
بين مكانين
كنْ دائماٍ على الشَّفا
على الحدودْ
كن دائماً على وشكْ .
اوقفْ تنفيذَ الرغباتِ في
آخر لحظةٍ , لتنجو
من الإحباط او الضجرْ .
ليسَ دخولُ الفِرْدَوس هو الممتعَ
بل الوقوفُ عند البابِ
والمفتاحُ بجيبكَ .
*
السؤال
في مستعمراتِ النملِ
ملكةٌ
عمالٌ
جنودٌ
ومفكرونَ يتساءلونَ مثلَنا
هل نحنُ وحدُنا
في هذا الكونْ ؟
*
تنقيبات الصدى
لبستُ بدلتي الزرقاءَ , تناولتُ معْوَلي ,
مصباحي , ودخلتُ مغارة ( نا ) للحفرِ
في طبقاتِ الوعيِ السفلى .
شعرتُ بالخوف والأمانِ
والغموضْ .
انا في بيت اجدادي ,
عقلُ كلٍّ منهم عقلٌ باطنٌ للذي
يلي , وانا الأخيرُ
ابحثُ عن تفسيرٍ مقنعٍ لسلوكي .
قلتُ همساً :
للعقلِ عقلٌ باطنٌ , له
عقلٌ باطن , له ...
لم ابلغِ القاعَ الأخيرَ
فتوقفَ البحثُ عن التفسيرْ
*
اعماق الحياة
ايقِظْ الماضي بقَطَراتِ ماءٍ
او بالصفيرِ
ايقظْ البدائيَّ الراقدَ فيكَ , وصفقْ
واقفزا معاً
فَرحينِ
كأبيكُما حينَ ادركَ ان النارَ
في الحجَرينِ الباردينْ
*
لقاء عائلي
كم اتوقُ للتعرّفِ على اجدادي , فرداً فرداً ,
من الجنرالِ الأنيقِ الذي ماتَ بصاروخٍ في الحربِ ,
الى ذاك الذي بنى سورَ بغدادَ ,
الذي هَنْدسَ الزقُّورةَ
الذي صعَدَ برجَ بابلَ ,
الذي صنعَ الرمحَ والنشَّابَ ,
الذي سكَنَ الغاباتِ والكهوفَ ,
الذي صارعَ الاسودَ بالحجارةِ , بالهراواتِ ,
ليذَودَ عن جدّتي , ويطعم الابناءْ .
تُرى , ماذا سيفعلُ حينما اخبرهُ ،
ونحنُ نشوي ثوراً على نارِ الحطبِ :
إنني من نسلِكَ , إنني حفيدُكْ .
*
مُعْجَم
الحريةُ ، ان لا تحتاجَ .
الحبُّ يحتاجُ الآخرَ ، حتى
لو كانَ الذاتْ .
الجنونُ ، شفاءٌ من آلامِ الوعيِ .
الموتُ ، تنامُ ولا تستيقظَ .
الحياةُ ، خطأٌ مطبعيٌّ .
*
متاعب فيلسوف
( الى عبد الكريم كاصد )
في كلِّ خطوةٍ يطلبونَ جوازَ مرورٍ ,
ويسألونني :
من اينَ انت قادمٌ ؟
الى اينَ انت ذاهبٌ ؟
ولا يصدقونني حين اجيبهم :
لا ادري .
*
شيخ يقرأ الحاضر
ها انتَ بلا شوقٍ او فضول ...
تقلِّبُ الأيامَ الجديدةَ والساعاتِ كما
تقلب صفحاتِ كتابٍ
مملٍّ
*
قبول
حين يتكئُ العمرُ على العصا
مُنحني الظهر
مُغمض العينين
هزَّ رأسكَ ، وابتسمْ
*
قارب
( الى جليل حيدر )
تهرأ الحبلُ …
دَفَعَ الزمنُ ، كالريحِ ،
قاربَ العمرِ
بعيداً
والصيادُ العجوزُ
على الشاطئ يقفُ
وحيداً
مع مجذافين مُنهكينِ
للذكرياتْ
*
كائنات واحلام
لِلحَيْمّنِ حلمٌ
للقمحِ ، للعصفورِ ، للصيادِ
للماءِ والغيومِ
للصديقِ والعدوِّ
للجُرَذِ والقطَّ والسنجابِ
للقلمِ والمِمْحَاةِ
للامواتِ والدودةِ والديكْ ...
*
قسوة
في جوٍّ مشرق تقريباً
وكنتُ حزيناً
سقطتْ قطرةُ مطرٍ على
خدّي ؛ مذاقُها مالحٌ ،
كالدمعةِ .
هَمَمْتُ ان اعيدُها بيدي
الى الغيمةِ ,
لكنَّ الريحَ دفعَتها بعيداً
كشرطيًّ فظًّ
*
مراعاة
عندما انامُ , تَجُوُل الافكارُ
على اطرافِ اصابعِ اقدامها
كيْلا توقظَني .
تثرثرُ همساً
تَسعُلُ باحْتراسٍ
او يتأملُ بعضُها بعضاً
ولا ادري ما الذي يحدُثُ ايضاً
*
باب الله
اليأسُ حائطٌ , والتفاؤلُ
بابْ .
حين لا يَفتحُ المِفتاحُ البابَ
جرّبْ ان تفتحَ باباً اخرى , باباً
اخرى , باباً اخرى اخرى
حتى يَنفتحَ بابُ اللهِ
بلا مِفتاحْ
*
لا تخبروا احداً !
بيني وبينُكم :
صفيرُ البلبلِ
يزعجني كصوتِ المنشارِ
خريرُ ماءِ النهرِ
يزعجني كخريرِ الماءِ في
حوضِ المغاسلِ
صخَبُ السمفونياتِ
يزعجني ، كصخب مكانسِ الكهرباءِ
الفجرُ يزعجني
كصبيٍّ أرعنَ
الغروبُ يزعجني
كجبان يحتضرُ
الليلُ يزعجني
كصديقٍ كثيرِ الوعودِ
*
هنا وهناك
هنا نحنُ الآنَ
وربَّ كلمةٍ عابرةٍ
في حديثٍ ، في كتابٍ ، او قصيدةٍ
تأخذنا الى ارضٍ جديدةٍ
لن نعودَ منها
الى هنا ابداً .
هناك نحنُ الآنَ
وربَّ كلمةٍ عابرةٍ
في حديثٍ ، في كتابٍ ، او قصيدةٍ
تعيدُنا للمكانِ نفسه ،
الى هُنا
الى ارضٍ تعرِفُنا
*
حذارِ
سطوعٌ مفاجئٌ يبهِرُنا
في اثناءِ عبورِ طرقاتِ الحياةِ
فَنتجمَّدُ في المكانِ ،
وقد تدهُسنا
احدى المصادفاتِ ، كالقنافذِ الصغيرةْ .
*
دواعي الضحك
غالباً ما ارتكبُ الخطأ ذاتَه مرتين
لكنّي أضحكُ ،
وأضحكُ إذا ارتكبتُ الخطأً ذاتَه مرة اخرى
وأخرى وأخرى ...
الناسُ لا تعرفُ لماذا
أضحكُ باستمرارْ .
*
Punctual
يخشى التأخرَ لحظةً
او لحظتينِ
يخشى ضَياعَ الفُرصِ
يخشى فَواتَ الآوانْ .
وقَّتَ الساعةَ قبلَ النومِ
وفي الوقت المحددِ
ماتْ
*
طُرقات الحياة
أُتركْ كلَّ شئٍ
لا تأخذْ سوى زادٍ
ونايٍ
اسرجْ حصانَكَ وامضِ ,
الخطى العشواءُ تقودُ
الى حيثُ تقودُ
الخرائطْ
*
تبادل أدوار
وضعتُ الشمسَ قُدَّامي ومشيتُ
يتبعُني ظلّي بوفاءْ
لكنّي تعبتُ ولم اصلْ ،
لم نصلْ , فاستدرتُ ،
وضعتُ الشمسَ ورائي ومشيتُ ،
تابعاً ظلّي بوفاءْ ...
*
خارج ادراك الحواس
( الى حسن عبد الرزاق )
الوجودُ فكرةُ الله ِ
وكلُّ ما تلا ذلك فكرةُ الانسانِ .
الفأسُ فكرةٌ , المصباحُ , الطيارةُ ,
الكوكاكولا , والقفصُ .
من جسم المخِّ ( الدِماغ ) تولدُ الفكرةُ
وهي ( عقلٌ ) بلا جسمٍ ,
بلا صوتٍ , بلا اضواءْ .
كيف يكونُ اساسُ الأشياءِ
لا شئ ؟
*
وقائعٌ غامضة
كنتُ الهو فقطْ ...
رسمتُ بقِشرِ برتقالٍ
على الارض دائرةً
حولَ نفسي ،
لا اعرفُ كيف اغادُرها الآنْ .
*
للخط اخفاق واحد
متواضعٌ وبسيطٌ
احمرُ اخضرُ مستقيمْ
متعرجٌ ، مُنحنٍ
ومحيطْ
مُوصِلٌ بينً نقطتينِ
إحداهما تلاصقُ الاخرى على
كنفاسِ بيكاسو ,
او تجهلُ احداهُما مَوقعَ الاخرى
في غَياهبِ انشتاين : المكانُ والزمانُ .
لكنَّ ما اضناهُ , بل اعياهُ
تأطيرُ لوحةِ الوجودِ والعدمِ
بمربعٍ دائريّ
*
مرارة
اتألمُ
حين أذمُّ صديقاً
أندَمُ
حين ابالغُ في اطراءِ صديقٍ ,
اشعرُ بالضيقِ , كأنيّ
في كوْبِ الشايِ وَضَعتُ
طنَّ سكرْ
*
محمود البريكان
كمعتوهٍ مسالمٍ وانيقٍ
يمشي في الطرقاتِ ضاحكاً
متحدثاً بسعادةٍ الى شخصٍ لا نراهُ ؛
يراهُ هو الشاعرُ
المستمتعُ الاولُ بالحديثِ
هو المعتكفُ في صميمِ الحياةِ
المكتفي ذاتياً ، كالشمسِ ،
الممسكُ بقوةٍ زِمامَ الحافزِ .
هو الذي يتحدثُ لذاكَ الشخصِ ، ويستمعُ
لذاكَ الذي لا نراهُ
يراهُ هو الشاعرُ القادرُ على
الاستغناءِ عن العالمِ , بينما
العالمُ يحتاجُه
كما يحتاجُ الربيعُ
العندليبْ
*
لن يسجنني احد
كلّما يلتفُّ حولي سورُ سجنٍ
شاهقٍ
منيعٍ
باردٍ وأملسٍ كجلدِ افعى
ارسمُ عليه باباً
واتسلّلُ منها ...
*
برئ وسعيد
ليتني كنتُ وسيماً
مثلَ آلن ديلون , شجاعاً
مثل فلاش غوردن , عَذْبَ الصوتِ
مثل خوليو , مُرهَفَ السَّمعِ
مثل باخ , مضحكاً
مثل شارلي شابلن , حكيماًَ
مثل سقراطَ , عبقرياً
مثل انشتاين , غنياً
مثل غيتس , بريئاً وسعيداً
مثل متَخَلِّفٍ عقليّ
*
ليالي شيخوختي السعيدة
بحرٌ ، غابٌ يرقُدُ تحتَ الثلجِ ،
منزلٌ خشبيٌّ واسعٌ ودافئ
يحرُسهُ كلبانِ ،
ماءٌ يغلي على مَوقدٍ من حجرٍ يُفَرقعُ فيه الحطبُ ،
مِقعدٌ هزازٌ الى جِوارهِ تَتثاءبُ قِطةٌ ،
كأسُ نبيذٍ مُعتّقِ ،
غليونٌ ، تبغٌ فاخرٌ ، كتبٌ كثيرةٌ ، اوراقٌ ، قلمٌ ،
موسيقى باخ ...
صحةٌ جيدةٌ ، ذاكرةٌ حادةٌ ، اصدقاءٌ طيبون
وامرأةٌ احبها كثيراً تغفو على الأريكةِ .
*
تساؤلات مجنون اعقل مني
قال لي : اشعُر بالقَلقِ ,
فأنا محاطٌ من كلِّ جانبٍ
بالأصدقاءِ !
ضَحَكَ ( هاهاها ) وقالَ :
لا أدري لماذا يزدادُ الألمُ كلّما نظَّفَ الأصدقاءُ جرحي
بعصيرِ ليمونٍ مركزٍ ،
كلما ضمدوه
بالملح ، هاهاها , لا ادري لماذا يسوءُ بصري ويزوغُ
كلّما ذرُّوا رماداً
في عيوني " كي اُبصرَ احسنَ "
لا أدري , أدري لا , هاهاها
لا أدري لماذا يتجنبوني
كلّما اكون سعيداً
هل الصديقُ وقتَ الضيقِ فقط ؟
هاهاها هاهاها
*
قضية سمك السَّلْمون
( الى صاد ميم حاء )
اجهل لماذا يستنزف السَّلْمون قواه في السبّحِْ عكسَ التيار . لا بدَّ لذلكَ من معنى , لا بد ان تكون عنده قضيةُ كَتلكَ التي من اجلها صُلبَ يسوعُ , ورُجم بالحجارةِ النبيُّ محمدٌ , وشَرِبَ سقراطُ السمَّ , وأوشكَ غاليلو غاليلي ان يُحرقَ حيا , وجاعَ البرجوازيُّ ك ماركس , وأُغتيلَ غاندي , وأُعدمَ غيفارا ... وقِسْ على ذلكَ .
ما قضيةُ سمكِ السَّلْمون ؟
*
اكفاريوم
سَمَكٌ فضيٌ ، ذهبيٌ
احمرْ .
الطفلُ امامَ الزجاج مستغربٌ :
- كيفَ يستطيعُ السمكُ العيشً
داخلً الماء ؟!
السمكُ خلفً الزجاجِ مستغربٌ :
- كيفَ يستطيعُ الطفلُ العيشَ
خارجَ الماءْ ؟!
*
حلزون
لا احتاجُ بيتاً
لا اركضُ نحوَ
ايِّ هدفٍ
لا احتاجُ سوى الابتعادِ
عن الاقدامِ
اللامباليةِ
وقسوة الاطفالِ
الابرياءْ
*
محاولتان للتفاؤل
1
في جِنانِ أبينا
أهزُّ جَذْعَ الأملِ
تسقطُ على رأي ثمارٌ
فاسدةٌ فقطْ
2
اعصرُ ظلماتِ الكونِ
بيدي
تَساقطُ قطراتُ نورٍ كثيرةٍ
خارجَ الكأْ
*
غفوة الفارس
( الى الفلسطيني إدورد سعيد )
ربطتَ
ذكرياتِ العمرِ
إى شجرةِ زيتونٍ
وغفوتَ على الأرضِ ، متوسِّداً
ريشَ الامنياتْ
وحينَ صحوتَ ، لم تجدْ
سوى قطعةِ حبلٍ
وصدى صهيلٍ
آتٍ
من جميعِ الجهاتْ
*
نسيج صيني
كان شالُ الحريرِ
ملقىً الى جوارِها ، على العشبِ ،
بينَ شجرتينْ .
بفزعٍ صرختْ وهي تنفضُ شالَ الحريرِ.
رأتْ على شالِ الحريرِ
دودةَ قًزِّ .
*
على مشارف الستين
مَن يعيدُ لي حِضنَ امي
ورحمةَ ابي
ودُعاباتِ جَدّي
وحَلوى جدَّتي
وتلاحمَ الجيران ؟
مَن يعيدُ لي اصدقاءَ طفولتي ذاكَ الزمانِ :
شوان ، حمادة ، نزار ، سيف ، علي ، فارس ، كريم .
مَن يعيدُ لي هيفاءَ بنتَ البقالِ الاعرجِ عباس ؛
ستحمرُّ خدودي ارتباكاً حينَ اراها فوقَ السطحِ ،
او عندَ بابِ مدرستِها .
مَن يعيدُ لي هدايا اعيادِ الفطرِ والاضحى :
حذاءٌ جديدٌ اوسعُ من قدمي ، يكفيني لعدةِ سنواتٍ ،
قميصٌ فَضفاضٌ ،
وَفرحٌ يكادُ ان يوقفً نبضً قلبي .
مَن يعيدُ لي دولابَ الهواءِ ، والاراجيحَ ، والسحرةَ :
- فين الارنب ، فين الارنب ، فين الارنب ؟
- هذا الارنب !
ويُخرِجُ من عبّي انا ارنباً ابيضَ اللونِ .
مَن يعيدُ لي عَرَباتٍ يجرها حصانان مطيعان في ازقةِ بغدادَ المعقدةِ .
مَن يعيدُ لي شايَ سيلان الفوّاحَ ( المخدر ) على فحمِ كراجي .
مَن يعيدُ لي الرمانَ والرقي الحْلوَ وجبنَ الكردِ الابيضَ المالحَ
والطرشيَّ وخبزَ ام حسين النصفِ عمياء .
مؤلمٌ ان يتغيرَ ويشيخَ كلُّ شئ حولي ... إلا انا !
*
عيد ميلادي
كلما اكبرْ يضيقُ ثوبُ الوقتِ
اكثرَ فاكثرْ
الاحجامُ تصغرُ
والمساحاتُ , الطموحاتُ ,
البيتُ , الملعبُ , الجدولُ , الطريقُ ,
والقمةُ التي مِنها نظرتُ
الى اطرافِ العالمِ اجمعَ , كانت
في اسفلِ الوادي
عرفتُ هذا اليومَ
في عيد ...
*
غريزة التعاطف
في دُورِ الحَضانةِ يبكي رضيعٌ ،
يبكي رضيعٌ آخرُ يجاورهُ ، فآخرُ
وآخرُ . الكلُّ يبكي .
وحين يكبرونَ ، يبكي كلٌ منهم
وحدُهُ
*
وجود
( الى سعدي يوسف )
اشمُّ رائحةَ وردةٍ
بيضاءَ ،
ارى ظلَّها الأسْودَ يهتزُّ مع
الريح .
المِسُ ظلَّ الوردةِ ...
لكن ، اين هي الوردةُ البيضاءُ ؟
ليسَ للظلِّ الأسودِ وردةٌ !
*
سوء حظ
بهاتين اليدين ، الخبيرتين ، نَسجتُ شراعَ
سفينتي ، ثم انطلقتُ مطمئناً ...
وفي عُرضِ البحرِ هبَّتْ رياحٌ
ملأى بالثقوبِ
*
مرآة الصباح
بعينينِ يائستينِ ارى الرجاءَ الذليلَ ،
متشبِّثاً بما فاتَ ...
فأُدمدمُ ، دونَ صوتٍ :
لا تتوقع معجزةً .
ليسَ للزمنِ اتجاهانِ
*
صحراء
انا الراعي الأعمى ،
هذي القُطعانُ التي اسمعها تثغوا
وتتبعني ، تسبقني دوماً الى
سرابِ الغديرِ ...
ولا يردعُها نُباحُ الكلابِ
*
السقوط في الصحو
بلّلتُ نبلةَ قلمٍ بفميْ
ورسمتُ قطرةَ ماءْ
ابحرتُ فيها
الى البصرةِ
سفينتي - فايكينغ - من ورقِ آبرو .
لونتُ موجةً بيضاءَ ترفعُني
سوداءً تخفضُني
بيضاءً ترفعُني
بوصلتي آثارُ عضةٍ صنعتُها في الرسغِ
ونجمةُ ضحى ,
زادي الحنينُ والانينُ ...
وفي الصباح
لاحً طيرٌ بمنقاره غصنٌ
لاح شاطئٌ ذهبيُّ الرمالِ
لاحً قرصانٌ اعورُ
بساقٍ من خشبٍ
على كتفهِ بَبّغاءُ تصرخُ :
- ابتعدْ , ابتعدْ , ابتعدْ .
فغرقتُ في الصحوِ .
*
بلّلتُ نبلةَ قلمٍ بفمي
ورسمتُ " سعفة " نخلٍ
امتطيتُها وطرتُ
الى بغدادَ .
امتدَّتْ يدٌ من الظلامِ ومسحتها
فسقطتُ في الصحوِ
*
من يتحمل ِوزر الذنوب ؟
حياتي كلُّها امضُيتها في تنفيذ وصايا الملاكِ .
لا افعلُ قطُّ ما لا يأذنُ لي به هو .
وحينَ اجَلِي دَنا ؛ على فراش الاحتضارِ قلتُ ، بامتنانٍ جزيلٍ :
- شكراً !
فأزاحَ "الملاكُ" القناعَ وأخذَ يُكركٍرُ ويرقصُ مُنتَصِبَ القرنينِ .
*
كرفيفِ عيونٍ خَجلى
( الى شهاب ، نوري ، كامران ، فؤاد )
للنَدمِ اسنانٌ من فولاذٍ
وللكلماتِ دموعٌ .
هو للسماءِ مَضى ، وأنا
لا ادري الى اينَ ...
طبيبي قالَ :
- إنها عقدةُ الباقي على قيدِ الحياةِ .
- أفي الانتحارِ شفاءٌ ؟
*
للنَدمِ اسنانٌ من فولاذٍ
وللنسيانِ دموعٌ .
[ جواد هماوندي . عراقيٌّ كرديٌّ مِقدامٌ . رفيقُ دربٍ امينٌ ، وجميلٌ .
على مائدةٍ واحدةٍ بالمدرسةِ جلسنا في 1962 ، وفرّقنا انقلاب 1963 ،
واْلتقينا في 1966 ، بمحْض الصدفة ، عندَ شارعِ ابي نواس في بغدادَ ، واتفقنا ،
فوراً ، على استئْاف النضالِ ضدَّ اعداءِ السعادةِ .
قابلني ذاتَ مرةٍ ( 1972 ) باسماً ، مضرّجَ المحيا ؛ بيدهِ صورةَ ليلى قاسم حسن .
وفي 12 آيار 1974 جَمَعَتْ قلبَيْ العاشقين أُشوطةُ الاعدامِ في سجن " ابو غريب "
بينما كنتُ وصلتُ بيروتَ " سالماً " قبلَ يومٍ ، في الطريقِ الى براغ ] .
- انها عقدةُ الباقي على قيدِ الحياةِ .
*
ها قد مرَّت الأعوامُ كَرَفيفِ عيونٍ خَجْلى .
الوقتُ بلا وزنٍ ؛ متقاربُ الخطا وسريعٌ جداً .
*
هو الآنَ داخلَ القبرِ وحده
انا خارجَ القبرِ وحدي
بينما الظلمُ الذي قاتلناهُ ما زالَ يعيشُ ويَعيْثُ ويضحكُ في ربوعِ البلادِ .
*
رياح العولمة
الريحُ حرةٌ منذُ القِدمْ
تَهُبُّ من اطيانِ سومرْ
تَرتقي برجَ بابل
تهبطُ زقّورة اورَ
تَتفحَّصُ اهراماتِ مصرَ
تُدغدغُ خاصرةَ النيلِ
تتسَّربُ الى معابدِ بومباي
ترجُّ اسوارَ الصينِ
وتدفعُ سفينةَ كولومبوسِ تجّاهَ اميركا .
الريحُ تهبُّ من ستوكهولمَ الى بغدادَ ودمشقَ
على متنها طائراتُ sas ,
او تمضي مع اللَّقالقِ والنَّوارس الى
بيروت , طوكيو , كردستان , مراكشَ , وروما .
كذلكَ المياهُ العذبْةُ والمالحةُ
الامواجُ والزَبَدْ
لوحُ النجاة البليدُ والبرغي الصدئُ ,
الزواحفُ , الاسماكُ , والافكارُ
كلَّها تعبرُ ، كالريحِ ،
من رأسٍ لرأسٍ
من أرضٍ لارضٍ
من نهرٍ لنهرٍ
من سماءٍ لسماءٍ .
وحدُهٌ حارسُ الحدودِ
ممنوعٌ من عبورِ الحدودِ التي
تعبُرها الريحُ
تعبُرها الغيمةُ
او النحلةٌ
او قشةٌ في حافرْ .
*
عقارب ساعة الصفر
[ نشرت النصوص الثلاثة التالية ، بوقت واحد قبل شهر تقريبا من غزو اميركا العراق ]
بَغدادَ
انا عَرَقُكِ الباردُ حين تخافين ,
انا الأرتجافُ والاصفرارُ والحُمَّى
اشهقُ عميقاً
حين تنقطعُ انفاسكِ .
انا احتقانُ العيونِ حينَ تغضبينَ
انا صَرخاتكِ
الخرساءُ
في عزِّ كوابيسِ يقْظَتي
شَغافُ المكان
إنها غريزةُ
الذودِ عنْ
كهفٍ
قصرٍ
رُكنٍ في مقهى
او وطنْ
*
للطيورِ اعشاشٌ
للنمل بيوتٌ
للفُهودِ اوجارٌ
ولنا ... اللهُ
محور الشر
لا اعرفُ ما اهمُّ اختراعٍ بعدَ العجلةِ .
اعرفُ ان العجلةَ اختَرَعها العراقيونَ قبلَ سبعة آلافِ عامٍ , او اكثرَ ربما , ليحاربوا الأعداءَ بعرباتٍ سريعةٍ , ويصيدوا الاسودَ في اوقاتِ الفراغِ .
اعرفُ ان العجلةَ هذه هي التي بها القطاراتُ يسيرُ والسيارةُ والطيارةُ وما يَدْرُجُ الآن على سطحِ المريخِ بايعازٍ من وكالةِ ناسا .
اعرفُ ان اميركا , بعد سبعة الاف عامٍ تقريباً , كانت تقبضُ باحبولاتٍ من قِنَّب , على زنوجٍ مستضعفينَ , تَغُلُّ بالحديد كواحلهم والرسغين , وتَربُطُ اعناقَهم الى محور تلكَ العجلة نفسِها التي اخترعها العراقيونَ , قبل سبعة آلاف عامٍ , ليحاربوا الأعداءَ بعرباتٍ سريعةٍ , ويصيدوا الاسودَ في اوقاتِ الفراغِ .
اعرفُ ان الكرةَ الارضية تدورُ حولَ محورِها ومع الشمس حولَ محورِ مجرَّتنا التي تدورُ حولَ محورِ الكونِ الذي يدورُ حولَ من لا يضمرُ شراً لأحدٍ , لكن ينتقمُ من الأشرارِ إن شاءَ , إن شاءَ , إن شاءَ .
*
انا التمساح
( يؤكدون لكم ان دموعنا نحن " المتباكين " على العراق , الرازح تحت صواريخ اميركا وعقوباتها منذ عشر سنين , ما هي إلا دموع تماسيح )
وها أنا ذا التمساحُ اقولُ لكم
صدقوني ارجوكم
صدقوا دموعي هذه المرة
انا التمساحُ
حتى انا التمساح ابكي
على حال الاحياء والمُحتَضرينَ والمجانينَ .
انا التمساحُ اقولُ الموتى لا خوفَ عليهم
فهم عندَ ربهم ينعُمونَ
لكني ادعو من لا يفهمُني ,
او يفهمُني خطأً , ان يسأل طبيباً
مختصَّاً بعلمِ كشفِ الكذبِ , وعلمِ نفسِ الحيوانِ :
- ما معنى أ يبكي فعلاً تمساحٌ كالأنسانِ على انسانٍ ؟
*
العدالة
منحوتةٌ خرساءُ صماءُ
بقلب لا ينبضُ
وعينينِ معصوبتينِ
لا ترى عيونَ ضحايا المِيزانِ
المغشوش
كيلا يَتصدَّعَ النحاتُ
خجلاً
مقصلتان
( الى اصدقاء في الجانب الآخر )
قال عقلٌ :
لا تهتمَّ , إصنعْ ما تشاءْ
وانا أُجهزُ لك الحُجَجَ .
قالَ ضميرٌ :
كلُّ قاتلٍ بدونِ عقلٍ برئٌ ،
كالمِقصلةْ ،
وبدوني مقصلةٌ لا تشعرُ
بالذنبْ
*
ثوري تائب
امضى سلاحٍ لقهرِ الواقع المرِّ
التشيكولاتا
او الضحكُ بلا سببٍ
او الفاليومْ
او النومُ
او الغناءُ وحيداً تحت الدُشِّ
او الرقصُ في الباراتِ
او نظاراتٌ زجاجها ورديٌ
كسروالِ مونيكا
كصندلِ بوشِ الحفيدْ
*
عام جديد
( الى هيفاء زنكنة ومنذر الأعظمي )
ازيزٌ كصوتِ قُماشٍ يتمزقْ
وصفيرٌ وكركرةُ صبيانْ
صَعّاداتٌ تفرقعُ , مُلوِنةً بشراراتِها الفضاءَ
كأنني ارى رذاذَ نافورةٍ في بيتِ هارونَ الرشيد
كأنني ارى شجرةَ عيد ميلادٍ اكبرَ من هرمِ خوفو
كأنني أرى في CNN قصفَ اميركا بغدادِ
كأنني أرى شراراتٍ تنطلق من قلبي ؛
شراراتٍ كحشْدِ بعوضٍ يتطايرُ بجنونٍ .....
وانسدلتْ ستارةُ سُخامٍ كالقيرِ
لم اعدْ ارى .
تساءلتُ بحنَق :
لماذا انت عراقيٌ ؟
دُهشتُ من الجوابِ الصحيحِ والسَّاذَجِ :
لأنني عراقيٌ .
وسُرعانَ ما الهيتُ نفسي باسئلةٍ اخرى :
كم حدثاً جسيماً وقع مُذْ ولِدَ المسيحُ
او لنبسِّطَ السؤالَ :
كم حدثاً وقَع مُذْ ولِدتَ انتَ
كم مرةً رضعْتَ من ثدِي امكَ
كم مرة اشرقتِ الشمسُ
كم مرة دارت الارضُ
كم مرة ضيعتَ شيئاً
او وجَدتَ
كم مرة خُفتَ وبكيتَ ونسيتَ وضَحِكتَ وندِمتْ
كم مرة قلتَ عفوا وشكراً
كم مرة احبَبتَ ...
وجَرَحَ السكونَ صوتُ صفيرٍ وازيزٍ , وبُمْ .
فرأيتُ لهيباً يتعالى من بغدادَ ,
من هانوي , من هروشيما , من فلسطينَ ,
ومغاراتُ تورا بورا افواهٌ خرساءُ تدمدمُ ,
بينما تتساقطُ قنابلُ USA
كهِراواتٍ من عصرٍ حجريٍّ
على رأسِ القرنِ الحادي والعشرينَ .
*
بعد الحرب
( كلام الى عبد الحسين شعبان )
سأكنسُ العراقَ بالسَعَفِ
وألقي الى المزابلِ
بقايا عظامٍ ودموعٍ
وكبرياءْ .
هكذا فعلَ كثيرونَ غيري
بعد كلِِّ حربٍ .
هكذا فعل أجدادي مراراً بعدَ
خراب آشورَ وبابلَ ونينوى ،
بعدَ خرابِ بغدادَ .
سألقي الى المزابلِ
ما هو فائضٌ
ما هو غيرَ ضروري لأستئنافِ
الحياةِ .
سألقي الى المزابلِ
حذاءً مرقَّعاً
وحقائقَ كثيرةٌ ومواعظَ ومبادئَ .
سألقي الى المزابلِ ( المنفستو الشيوعيَّ )
ولوائحَ حقوقِ الانسانِ
وملاحمَ جلجامشَ
وقصصَ الفِ ليلةٍ وليلةٍ .
سألقي الى المزابلِ … كلَّ شئٍ
نعمْ ، كلَّ شئٍ
واحتفظُ فقطُ
بذاكرةٍ لن تنسى ابداً
ما حدثَ
*
عزلة
( Is there any body? )
( الى امجد ناصر )
أبعد الأسرائيليون المحتلون جدَّ عالمِ الفَلكِ الفلسطينيِّ ,
ولم يتوقفْ عن رصدِ الكونِ .
سجن الأسرائيليونَ والدَ عالمِ الفلكِ الفلسطينيِّ ,
ولم يتوقفْ عن رصدِ الكونِ .
اغتالوا شقيقَ عالمِ الفلكِ الفلسطينيِّ ,
قتلوا الابنَ ,
احتجزوا البنتَ ,
هدموا البيتَ ,
ماتت الزوجةُ .
بكى عالمُ الفلكِ الفلسطينيُّ كثيراً كثيراً كثيراً ,
ولم يتوقفْ عن رصدِ الكونِ , املاً في تلقّي إشارةٍ
تدلُّ على وجودِ احدْ .
*
زهور فلسطين
( الأستشهادية رقم : 1 )
[ الى العسكريين الاسرائيليين الرافضين للخدمة في الضفة الغربية وغزة ]
عندما يُحجَبُ النورُ
والماءُ والغذاءُ والهواءُ ,
تنبتُ الزهورُ من الصَّوانِ
حمراءَ كدمِ المسيحِ
بلونِ كبرياءٍ جريحٍ لفتاةٍ
تُدعى " وفاء "
يئستْ من كَسْبِ ودِّ عدوَّها العبريِّ
فاحتضنتْ خصرَهٌ
وفجَّر قلبُها قلبّهُ
بلمسةِ حبٍّ عذريٍّ , لصاعِقِ الأملِ
الأخيرِ
*
11 سبتمبر
اربعُ طائراتٍ
من حديدٍ ولحمٍ ودمْ
من خطأٍ وصوابْ
من حقٍ وباطلْ
تقدمتْ في الجوِّ كنسورٍ عمياءَ
واصطدمتْ بأنفِ اميركا
فتعطلَ العالمُ عن التمخُّطِ
ريثَما ظهرَ الرئيسُ w بوش من على شاشاتِ التلفزيونِ
دامعَ العينين , وقالَ مُتوعِّداً :
" سأحّول كوكَبنا الى جحيمٍ " .
نسي الرئيسُ المؤمن حقيقةً يعرفُها حتى المُلحدونَ :
لا مكانَ بارداً في الجحيمْ .
*
غوانتانامو
في جزيرةِ اشباحٍ من صنعِ والت دزني , نَرى
داخلَ قفصٍ , تسعةَ ثيابٍ برتقاليةٍ ,
داخلَها متهمُونَ أرياءُ حتى تثبُتَ ...
او اسرى , نصفُ راكعينَ
لمن ؟
معصوبي العيون ,
مُخدَّرينَ , مُكمَّمينَ , كيلا يعضُّوا
او ينبحوا , فتستيقظ من غفوتِها
الأممُ
موقوري الأُذنِ يلا يسمعوا نداءاتِ
قلوبِهم
مقيَّدي اليدينِ بقفَّازينِ , لماذا ؟
الطقسُ حارٌ في كوبا ,
ولماذا هم معقولو الساقينِ ,
كبُعران جرباءَ على وشكِ الذبحِ ؟
هنا السجينُ سجنٌ
السجَّانُ اقفلَ حواسَّ
العالم.
اما حاسّتي السادسةُ , فتقولُ :
شيئاً ما سيقعُ
حتماً
ودوماً دوماً دوماً
لينالَ المستهترُ درساً , يُفيدُ :
لا تُفتحُ ابوابُ الفِردَوسِ
برفسةِ قدمٍ . | |
|